“شْري بفرَنك وْبيع بفرَنكْ ، وْالرّبَح مابين فرَنكْ وْفرَنكْ” ، هَاكَّا مرّة مرّة كان الواليد الله إيرحمو كايبرّر بعض المواقف الطارئة ف السوق ، من واحد الناحية تايدفع بالمعنويات ديالنا باش ماتغرَقش ف وَحل المنافسة الخبيثة ، ومن ناحية أخرى تايزرَع فينا الإيمان بِالبَركة وبِكَنز القناعة المدفون ف الأقدار ، مع أنّ حال التجارة ف إيّامات الواليد ، ماشي هو الحال للي وصلاتو ف إيّاماتنا ، والغريب ف الأمر أنّ هاد المقولة من توقيع تاجر يهودي ، كانت كاتجمعو مع الواليد علاقات تجارية ف الماضي !
ماشي غير هادي للي غادي نشارك معاكوم اليوم ، بل هناك طرائف تجارية أخرى بقات راسخة ف ذهني ، مافيها باس نعاودها ليكوم ، يَمكَنْ ناخدو منها عِبر ، أو نكْتاسْبُو بها معلومات عامة ، منها أن الواليد الله إيرحمو ، كان مُضطر ف واحد الفترة أنه يسَتّف الصّطوك كامل ديال زيزوار مينورة ف لِيزِيطاجِير ، ومايحَطّوش ف الدِّيبُّو بعيد عليه ، لدواعي إحتياطية ، ولِحُسن حظ الواليد ف ذيك الأيام ، أنّ مسؤول أجنبي كبير من هاد الشركة ديال السّبُوعَا ، كان كايدير واحد الجولة ف المغرب ، باش يراقب عملية التسويق والعرض ف المتاجر ، ونهار زار الواليد ف مَحالُّو ، ثارت الإنتباه ديالو الكمية والكيفية ديال عرض منتوجات مينورة ف لِيزِيطاجِير ، فَنَوَّهَ بمجهودات الواليد ! ومَادازت غير مدة قصيرة ، حتى أرسل للواليد هدايا ثمينة ، عبارة عن أربعة ديال الدّمَالْج د الذهب وأربعة ديال الماكينات د الخياطة “سَانْجِير” .
هاد الهدايا إعتابرها الواليد ف ديك الوقت بحال تعويض عن خسائر لا داعي للتّوَسُّع ف حَيْثِيّاتِها ، بَل هِبَة ربّانية جابها الله على يَد “يهودي” ! أما أنا شخصيا فماغاديش ننسى بعقل الصِّبَى ، أنني تذوّقت طُعم “هِينرِيسْ” لأول مرّة من يَد مُولاها “هِينرِي” بشحمِه ولحمِه . هاد اليهودي للي كان تايخدم براسو ف توزيع البسكويت على مَّالين الهرايا أيام العز ديال التجارة ، أيام كانت قاعدة “شْرِي بفرَنك وْبيع بفرَنك ، وْالرّبَح مابين فرَنك وْفرَنك” كاتجيب الأُُكْل ديَالها ! والأكثر من هاذا كُولّو أنّ “هِينري” مُول بيسكوي النحلة في فترة قُدومه إلى المغرب لِأجل التعريف بمنتوجاته ، كان تايلبسْ “إيدُوكَانْ” و”أقرَاب” ديال تمازيرت هْدَاهُوم ليه الواليد .
أما آخر يهودي كانت كاتربطني بيه صداقة خاصة من بَعد معاملات تجارية وْرثّهَا على الواليد الله إيرحمو ، فكان “مُوسْيُو زِينِي” مُول مُصبّرات “عائشة” مكناس . هاد الراجل للي خلاّ واحد الأثر جميل ف حياتي المهنية ، وتعلّمْت على يدّيه أشياء كثيرة ، من جُملتها أنه كان كايستاشر معايا ف أمور السوق ، رغم أنني كُنت حَديث العهد بالتجارة وَقتَئِذٍ ، وهاد الأمر ف حدّ ذاتو خلاّني نزيد نثيق فرَاسي ، ونَعرَف بالملموس أنّهُ “مَاخابَ مَن إستَشارَ” . من جهة كايَطّالَع المُستشِير على رأي آخر ، ومِن جهة أخرى كايْحسَّس المُستَشار أنّ بوسعه الإدلاء برأي يُحتَرم !
طَابَت أيّامُكم أيُّها الأصدقاء ، ورَحِم الله الوالد الذي تَتلمَذتُ على يَدَيْه أبَجَدِيّات التّجارة في مَدرسةٍ ، أكادُ أجزِمُ أنَّهُ لم يعُد لآثارِها وجودٌ في أيّامنا “الذّكِيّة” هاته ، هذا قبل أن يَخلع الدّرهم أسْمَاله ، ليَرتمِيَ “أَزْبَطاً” في بحار المجهول !
التعليقات مغلقة.