أضواء على تجربة اثنين من أهرامات الشعر الأمازيغي الرصين : أحمد الريح وسعيد ادبناصر

في إطار نبش جديد في ساحة المعادلة الثقافية والفنية الأمازيغية بسوس ، تظل أسماء وازنة تمثل أرقاما مهمة وحيوية داخلها وحاضرة بمختلف الأغراض والقصائد الموزونة والأصيلة ، لكن بمقاربة ثاقبة عنوانها : لكل مقام مقال ، وضمن هؤلاء نقف مع تجربة الشاعر وفنان ” أجماك ” وأحد أعمدته المميزين ، إنه المعروف ب أحمد اوبلعيد الشهير في الساحة الفنية لمجال ” أجماك ” بأحمد الريح ، يحمل معه إلى اليوم رصيد أزيد من ستة عقود من الحضور الفعلي في ساحة النظم وقرض الشعر بمبارزة وإلقاء وتوجيه وفي مختلف الأغراض التي تلامس جوانب متعددة من الحياة العامة بمختلف تجلياتها وسياقاتها المتعددة .
الشاعر ” أحمد الريح ” الذي طبع له المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ، ديوانا شعريا حول تجربته ، ووصفه المهتمون ب ” شاعر أجماك ” الذائع الصيت بخصوصية نظمه وكلماته ومواضيعه المطروقة ، حظي في مناسبات مختلفة بفرص تكريمية احتفاء بتجربته ومساره وإبداعاته وتمرسه في المجال ، حيث شاعت أشعاره بين العديد من الفنانين وعلى كثير من الألسنة ، ولاغرابة في ذلك فهو الذي يجر معه ذخيرة شعرية منذ أواخر الأربيعينيات من القرن الماضي وماتزال مفتوحة إلى اليوم على الإبداع ، حملت عددا من الهيئات والمؤسسات المعروفة على الاحتفاء بتجربته، ومن ضمنها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية ، بالإضافة إلى فرصة أخرى من لدن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وجمعيتي ” نادي الشعر إسافن ن تكَوري ” و” تاليلت للمساعدة الطبية للفنانين ” كما تميزت تظاهرات فنية وثقافة أخرى بالاحتفاء به في أشكال مختلفة.
ولعل مايلفت الانتباه هو حجم الاهتمام الذي باتت توليه عدد من المؤسسات الهامة ثقافيا ، فنية وإعلاميا لمثل هذه الأهرامات الثقافية في مجالها ، وخصوصا أصحاب الكلمات الهادفة الموزونة والحاملة لرسائل تنويرية وتوعوية ، لأن الشاعر إنما هو ابن بيئته وحامل لهمومها وآلامها وشجونها ، فاهتمام الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ، من جهتها ، بهؤلاء ومن ضمنهم أيضا ” سعيد إدبناصر ” الشاعر المرموق والشهير في الميدان الثقافي الأمازيغي للنظم في أوزان وبحور وقوافي تحمل بصماته المميزة ، صاحب ديوان يحمل عنوانا مبدعا ” أكَليف أزلماض ” ، وكان محط مدح من لدن زميله أحمد الريح في ديوانه السابق ضمن أبيات ” تارزيفت ن ادبناصر ” ، مؤسس لإطار جمعوي يلتئم فيه شعراء بارزون بإبداعاتهم وتجاربهم الممتدة لسنوات طوال .

واختار إسم ” نادي الشعر اسافن تكوري للثقافة والتنمية الاجتماعية ” عنوانا لهذا القاسم الثقافي الفني المشترقضايا الإنسان بتمظهرات همومه واهتمامته الاجتماعية والثقافية ، تظل السمة البارزة التي تتحكم في خلفية كلمات أشعار ” سعيد إدبناصر ” ، فضلا عن حضور ملفت للقضايا القومية في قصائده واستنهاض الهمم للدفع بتنمية الإنسان ، حملت مصنفات فنية عددا من كلماته لدى مجموعات مختلفة.


آخر المستجدات
تعليقات

التعليقات مغلقة.