فِي احْتِفَالِيَّةٍ مَشْهُودَةٍ، مَدْرَسَةُ الْبَرَاعِمِ الاِبْتِدَائِيَّةِ بِأَيْتْ مَلُّول تَحْتَفِي بَالْمُتَفَوِّقِينَ وَتُكَرِّمُ الْمُتَقَاعِدِينَ

1 في رحاب الحفل السنوي الختامي..

تحت شعار :” حَصَادُ التَّفَوُّقِ وَالْإِبْدَاعِ”،  نظمت مدرسة البراعم الابتدائية بدار الحي امبارك أو عمر بأيت ملول، يوم الخميس 27 يونيو 2019، حفلها السنوي التتويجي على شرف تلاميذها المتفوقين دراسيا، والمؤهلين في مختلف المسابقات التي شاركت فيها المؤسسة خلال هذا الموسم الدراسي الجاري، كما كرمت متقاعديها من السيدات والسادة المدرسين، في جو احتفالي استثنائي بشهادة جميع المتابعين، والحاضرين من مختلف الحساسيات  التربوية، والثقافية، والجمعوية، والسياسية، ممن حلوا بهذا الحفل من إنزكان، وأيت ملول، وأكادير، واشتوكة أيت بها.

وقد عرف هذا الحفل مداخلة قيمة للسيد رئيس بلدية أيت ملول، الذي حضر مصحوبا بنائبه البرلماني الأستاذ الحسين حريش، أشاد فيها بالقفزة النوعية التي عرفتها المؤسسة خلال هذا الموسم الدراسي، كما أشاد بإدارتها وأطرها التربوية النشيطة، وثمن عاليا هذا الحراك الإشعاعي والتربوي الذي لم نسمع بنظيره من قبل بهذه المدرسة، على حد تعبيره،  ” حتى هذا الموسم الذي تخطى فيها إشعاعها المحلي إلى الجهوي والوطني، وأصبحت تذكر على كل لسان”. كما أكد، في مداخلته، أن المجلس البلدي رهن إشارة المؤسسة في العمل المشترك، الذي يهدف إلى خدمة الناشئة، والنهوض بالقطاع داخل تراب هذه البلدية.  كما عرف، ذات الحفل، مداخلة باسم جمعية آباء وأمهات وأولياء تلاميذ المؤسسة تم فيها الإشادة بالعمل الجاد وغير المسبوق الذي سجلته المؤسسة خلال هذا الموسم الدراسي، حيث عبرت الجمعية عن تقديرها البالغ، واحترامها المقدر:” للانجاز الفريد وغير المسبوق الذي حققته مدرسة البراعم الابتدائية خلال هذا الموسم الدراسي، في شتى المجالات، والذي حولها إلى قبلة لكل سائل عن نجاح، ولكل باحث عن عطاء، أو إبداع، … كل هذا بفضل ديناميكية ثلة خيِّرة من نساء ورجال التربية والتعليم، وإدارة نشيطة ومجدة وراغبة في تبويء المؤسسة ما تستحق من التقدير والعرفان، في صفوف الآباء والأمهات، وعند من يهمم الأمر من أهل التربية والتعليم. والتي استطاعت بفضل حسن تواصلها داخليا مع الفريق التربوي المشتغل معها، وخارجيا مع محيطها، أن تنجح، مع فريقها التربوي المجد، في الزج بهذه المؤسسة في الحياة الفاعلة المفعمة بالعطاء، وتحول فضاءها إلى مشتل للأنشطة التربوية والترفيهية، والرياضية، والثقافية،.. وتستخرج من دواخل أبنائنا معدن الإبداع، والتميز…”.

كما استعرض السيد المدير، في مداخلته التي استهل بها الحفل، الفلسفة المؤطرة للمشروع التربوي الذي اشتغلت عليه المؤسسة طيلة هذا الموسم الدراسي، والذي جعل من أولوياته الرئيسة ربط المؤسسة بمحيطها، من خلال تفعيل الحياة المدرسية من أجل مدرسة الحياة، خدمة للتربية والتعليم على قاعدة التنشيط المؤسس لحياة الجد، والعطاء. إذ اعتبر المدرسة غير النشيطة، عبارة عن موات، لا تنتج إلا تعقيدات في المجتمع، ولا تخرج إلا المرضى  بكل عاهات التقوقع، والانطواء، والسلبية.

ولقد عرف هذا الحفل “كوكتيلا” منوعا من الأنشطة، تم فيه مراعاة التنوع الثقافي والمجالي الذي يزخر به المغرب. إذ حاول الفريق المنشط أن يشتغل على عروض فنية متنوعة بتنوع المكون السكاني  بمنطقة أركانة بأيت ملول، حيث توجد المؤسسة، وحيث يستوطن، الصحراوي، بجانب الأمازيغي، والشمالي، والمراكشي، …فحاولت لُجَيْنَة التنشيط ، التي تشتغل تحت إشراف لجنة تم تشكيلها للإعداد لهذا الحفل، أن تلبي لكل هذه الحساسيات حضورها على خشبة الحفل. فكان لعروضها الرائعة إشادة واستحسانا أدهش كل الحاضرين؛ حيث وجد الجميع نفسه في هذا الخضم “الميلونكولي” المتنوع. كما عرف هذا الحفل لحظات جُوَانية رائعة، امتزجت فيها البسمة بالدموع، والفرحة بالشجن، وذلك أثناء الاستماع لكلمات المتقاعدين، المفعمة بالعواطف والأحاسيس الرائعة؛ إذ لم يتمالك أغلب الحاضرين أنفسهم، حتى أجهشوا بالبكاء .. !.

ولقد توصلت إدارة المؤسسة، طيلة اليوميْن التاليَيْن لهذا النشاط، عبر وسائط التواصل الاجتماعي، وعبر اتصالات هاتفية، بإشادات من فعاليات تربوية، وجمعوية، أجمعت كلها على الانبهار بهذا الحراك التربوي المتميز، وهذا النهوض المثير لهذه المؤسسة التي ظلت، لسنوات، ترزح تحت نَيْرِ النسيان، واللامبالاة، حتى استفاقت على هذا الوقع الصادع. حيث قال لنا أحدهم:” والله لم أصدق مارأته عيناي على خشبة العرض.. فتيان وفتيات، أعرفهم جيدا، إلى زمن قريب، يعيشون حالات من الانطواء، والخجل السلبي، قد تحولوا إلى أُسُدٍ تزمجر على الخشبة، وتواجه الجمهور دون تردد، ولا تلعثم. إنها فعلا ثورة حقيقية تعرفها هذه المؤسسة” !!.

  1. النص الكامل لمداخلة السيد مدير مدرسة البراعم:

لسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

السيد رئيس المجلس البلدي لأيت ملول المحترم.

السيد النائب البرلماني المحترم.

السيد رئيس فيدرالية جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمديرية الإقليمية إنزكان أيت ملول ورئيس الفرع الإقليمي لجمعية تنمية التعاون لمدرسي.

السادة المفتشون الأفاضل.

زملائي المديرين المحترمين

السيدات والسادة الأطر التربوية

السيدات والسادة آباء وأمهات وأولياء تلاميذ مدرسة البراعم

أبنائي وبناتي التلاميذ والتلميذات

معاشر  الحضور الكريم،

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

يسعد إدارة وأطر مدرسة البراعم الابتدائية أن ترحب بكم في هذا الفضاء الجميل، لتشاركوها فرحة التتويج، والتألق، في مسار العطاء الباذخ الذي انخرطت فيه المؤسسة طيلة موسم دراسي استثنائي، لم تتردد، خلاله، في المساهمة القوية والإيجابية، في تعاطيها المؤسس مع محيطها السوسيو- ثقافي والسوسيو- اقتصادي، تفاعلا، ومشاركة، وعطاء. حتى تحولت إلى مشتل للأنشطة المؤسسة للحياة المدرسية المفعمة بالجد، والعطاء. فلم تدع نشاطا ينهض بالفعل التعلمي، إلا انخرطت فيه، وأعطته من الاهتمام، والوقت، ما بوأها المراتب الأولى في عدة أنشطة، وفعاليات فكرية، وثقافية، ورياضية، واستحقاقات تربوية، وعلمية. فحازت قدم السبق في العديد من المسابقات، مما كان له الأثر الطيب على سمعتها التربوية، والشركاتية، وجعلها على مرمى الإشادة والتقدير من العديد من الفعاليات الفكرية والتربوية والإعلامية. حتى تحولت، في ظرف وجيز،  بفضل حسن تسويقها لحراكها التربوي والإشعاعي، إلى أيقونة تُحتدى، ونموذج يُذكر فيُشكر.

لقد آمن كل المتدخلين في حياة هذه المؤسسة التربوية، من إدارة وأطر تربوية، وآباء وأمهات التلاميذ، أن صناعة الحياة المدرسية، لا تستقيم، ولا تتحقق إلا باقتحام عقبة المجتمع المحيط، وجعل المؤسسة في قلبه فاعلة، مؤثرة، معطاءة. فانخرط الجميع، بدون تردد ولا تلكؤ، في نقل هذه القناعة إلى المحيط، فأنهضوا كوامن ما تعِج به عقول وقلوب أزهار وزهرات المدرسة، فجعلوها أدوات لاقتحام عقبة هذا المحيط، فكان لما نضح عنها من إبداع، وتألق، ومبادرة، ما أدهش فضولنا، وجعلنا نقتنع أن المشاركة في الحياة المدرسية، ليس عبثا، ولا مضيعة للوقت، ولا هدرا لزمن التعلم كما يجنح إلى ذلك العديد من خصوم الحركة والنشاط، وإنما هي الحياة بجمالها، وعطائها، بل هي التعلم بصيغته الصحيحة. وزمن الأنشطة هو عين زمن التعلم، وأسُّه. خلا ذلك كلام على عواهنه يطلق. وقد سمعنا، وعاصرنا مَنْ هكذا فكره، ومواقفه، فما أعطتنا مؤسساتهم سوى انحرافات، وأمراضَ، وتعقيدات، لم تنفع الناس، ولم ينتفع منها المجتمع، حيث صارت على غير هدى، بعد أن شكل كبت التلاميذ، داخل فضاءاتها المحاصَرة، مَوَاتاً، انفجرت عنه ضغوط التحكم، والضبط والربط، انحرافات زادت في واقع المجتمع المعاني، آلاما، ومشاكل، كلفتنا الكثير..

أجل، لقد شاركت مدرسة البراعم، بفضل قابلية أطرها وتلاميذها للانخراط في الحياة المدرسية من أجل مدرسة الحياة، في العديد من الأنشطة الثقافية، والفنية، والتربوية، والرياضية. فكان لها حضور وازن في العديد منها؛ بل استطاعت أن تتألق في سماء الوطن، وتمثل الجهة في إحدى المسابقات الثقافية، التي ظلت حكرا على نوع خاص من المؤسسات التربوية، ألا وهي مسابقة فن الخطابة باللغة الفرنسية. فاستطاعت، وهي المؤسسة العمومية، أن تقتحم عقبة هذا المضمار اللغوياتي، بإحدى الأيقونات التي تسلقت درج التفوق في اللغة الأجنبية الأولى، من داخل المؤسسة التي أعطت لها، ولزميلاتها وزملائها الكثير، بفضل طاقم تربوي كفء وجاد، لم يأل جهدا في إنجاح كل ما أقدمنا عليه، وتعاقدنا حوله مع الإدارة المديرية، التي لم نجد منها إلا التشجيع، والتقدير والاحترام.

لقد عملت المؤسسة طيلة هذا الموسم الدراسي على إيلاء اهتمام خاص لفئات من التلاميذ نأت بهم ظروفهم الخاصة أن يكونوا في مقدمة زملائهم، اجتهادا ومثابرة، فخصصنا لهم تداريب أطرها متخصصون في التربية والتنمية الذاتية، وساهمنا في تسهيل انخراطهم في الحياة المدرسية من خلال تلبية رغباتهم المختلفة في مجالات التنشيط، والإبداع، حيث نضح منهم مسرحيون، ورسامون مبدعون، وقراء مجودون لكتاب الله تعالى، ورياضيون من الطراز العالي، … وهو ما أثار اندهاشنا، وفضولنا وجعلنا ندفع بهم في مشاركات بوؤوا فيها المؤسسة المراتب الأولى. لكننا لم نقف عند هذا الاهتمام الخاص بهذه الحالات، بل تعاهدناها، تربويا، بالدعم والمواكبة على مستوى الممارسة التدريسية، حيث فعَّلنا شراكتنا مع مؤسسة أوزال الخاصة، وخصصنا لهذه الفئة دعما خاصا مشتركا بين المؤسستين، كما دعمناها بدعم خارجي تطوع له بعض الأساتذة مشكورين، وبالنظير، بين الزملاء والأقران على مستوى الأقسام.

فلم ندع مجالا، ولامناسبة خاصة ولا عامة، ذاتية ولا رسمية، إلا وانخرطنا فيها، واعتبرنا أنفسنا جزءا رئيسا ضمنها، ومسؤولا معتبرا في إنجاحها. فتجاوزنا المحلي والإقليمي إلى الجهوي والوطني، وسجلنا على صفحات التألق والإبداع، ما أكسبنا التعريف بعد الغمور، وأيقظ فينا شعلة الجد و الرغبة في المثابرة والاستمرار، والتألق والعطاء.

فلكل من ساهم معنا في تحريك هذا الراكد الذي رانت عليه السنين، وارتهنه إلف العادة والروتين، … نرفع التحية، ونقدم الشكر والتقدير.

ولا يفوتنا، أخيرا، أن نقف وقفة إجلال وإكبار وتقدير، لنشكر للآباء والأمهات حسن تفهمهم للمسار الذي انخرطت فيه المؤسسة، وآمنت به، وجعلت منه مشروعها للنجاح والتفوق. فقد كانوا لنا خير العون وأحسنه. فلم يترددوا، أبدا وقط، أن يدفعوا بأبنائهم للانخراط معنا، في بناء مدرسة الحياة التي آمنا بها، وعملنا، طيلة موسم دراسي، على التأسيس لها، ونشر الإقتناع بها… فتحية لهم وألف تحية !! .

وأخيرا وليس آخرا، فقد أبت المؤسسة إلا ان ترد جميل السنين، من الجد والعطاء والتفاني، لمن أبلوا البلاء الحسن، والعطاء الأفضل والفضيل، فتخرجت على أيديهم أجيال من الكفاءات والرواد، بهذه الالتفاتة  المتواضعة لثلة من خيرة من مروا بهذه المؤسسة، وأعطوا من جهدهم، وصبرهم، وتفانيهم، ما يشهد به الصغار والكبار. فما سجلنا في مسارهم القصير الذي جمعنا بهم خلال هذا الموسم الدراسي، إلا ما أكد ما بلغنا عنهم من جد، ومواظبة، وتفان، ووطنية، وحب للعمل. فلمثلهم ترفع القبعات، وتقوم الهامات .. فتحية لهم تحية، وشكر الله لهم، جهدهم، صبرهم، وعطاءهم، وإخلاصهم ، وعند الله تعالى الجزاء الأوفى.. !

فأهلا وسهلا بكم،  مرة أخرى،  فقد تبوأتم في صدورنا ما أنتم أهل به.. فانتم أهل الثناء، والجزاء.. وأهل الحب والتقدير والاحترام .. فمرحبا بكم وألف مرحبا !

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

************

—————————-

  • مدير مدرسة البراعم الابتدائية بايت ملول.


آخر المستجدات
تعليقات

التعليقات مغلقة.