الاحتفال بالسنة الأمازيغية..الجميل و الأجمل

جميل ان نحيي كل عام السنة الامازيغية و ان نبدع في الايتيكيتات الرمزية التي تزيد هذا الاحتفال تفردا و رمزية .. لكن في نظرنا المتواضع الاجمل هو ان ندفع بانفسنا على الأقل كل سنة الى استقراء تاريخ هذه القضية و حاضرها، و الوقوف على الثابت و المتحول و القائم و المطلوب بخصوص هذا الهم المشترك الذي يعكس غنى التنوع و التعدد الثقافي للبلاد قبل ان يعكس الوجود الثقافي لامازيغها.

نعم انه لجميل ان نقف عند الانتصارات التي احرزتها القضية بعد عقود سوداء متجهمة كان فيها مجرد “حمل لافتة مكتوبة باللغة الأمازيغية” جريمة عظمى و عارا كبيرا لا يغتفر، و انه لجميل ان نستحضر تضحيات و منافحات النشطاء الاحرار الذين ذاقوا في سبيل هذه القضية كل أشكال التعذيب و السجون و الاختطافات ..

جميل ايضا أن نسترجع “التفهم و التفاهم” الذي بدأه المغفور له الحسن الثاني سنة 1994 بالاعتراف بدور الامازيغ و بضرورة تدريس الامازيغية، والذي رسخ له الملك محمد السادس عبر خطاب اجدير التاريخي سنة 2001 الذي طوى صفحة “الطابو المحرم” و دعا الى احداث المعهد الملكي للثقافة الامازيغية.

جميل كذلك ان نتذكر بفخر ترسيم الامازيغية و التقعيد لها لاول مرة في الوثيقة الدستورية ذباجة 2011، و أن نسترجع كل ذلك الاجماع المفاجئ و كل ذلك النقاش التشريعي الجاد اللذان طبعا السنة الماضية مسار المصادقة على القانون التنظيمي المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للامازيغية…

لكن الاجمل في نظرنا المتواضع دائما هو مواصلة النضال من اجل الاسراع -لكن دون التسرع – في الحسم و في تفعيل كل القوانين والمؤسسات و الإجراءات المواكبة لهذا الترسيم الذي يعد الدستور مدخلا له. الأجمل كذلك هو النضال من اجل التفكير في احداث هيئة وطنية مستقلة تعنى بمراقبة و مواكبة هذا الترسيم. الأجمل ايضا هو الكفاح من اجل وقف التلكؤ الغير المبرر الذي تنهجه الحكومة ازاء تنفيذ توصيات نداء لجنة القضاء على التمييز العنصري ضد الامازيغية في المغرب. و من الاجمل ايضا حمل نخبنا الامازيغية و تشجيعها على تجديد خطابها و اسلوب عملها حتى يزول التوجس من التقدم إلى الوراء، الى التشرذم و “القبلية” .


آخر المستجدات
تعليقات

التعليقات مغلقة.