سيدي بيبي: حكايات عاهرات إخترن تصيد أصحاب الشاحنات

اشتوكة بريس- عزيز عميق

بدأ الليل يسدل ستاره، وبدأت الحركة تخف بمداخل ومخارج سيدي بيبي، إلا من بعض العاملين ليلاً، عقارب الساعة تشير إلى التاسعة ليلا، ظلام خافت بدأ يتسلل ويلف أرجاء الحواري والأحياء داخل جماعة سيدي بيبي بإقليم اشتوكة آيت باها، إنه وقت الذروة حسب العارفين، حيث تخرج فيه بائعات الهوى لتصيد الزبائن من أصحاب الشاحنات الدولية لنقل البضائع.

سعاد واحدة ممن جربن الزواج، وخرجن منه بثلاثة أولاد، فتاة جميلة بملامح عربية، تنحدر من قلعة السراغنة، وقدمت إلى “كادير” حسب لكنتها من أجل العمل، إلا أن الظروف لم تساعدها في تحقيق حلم طالما راودها، لينتهي بها المطاف داخل غرفة وحيدة بقلب سيدي بيبي رفقة أبنائها الثلاثة.

تحدثت سعاد بحرقة وهي تحكي قصة زواجها في سن الرابعة عشرة، كان رجلاً في الخامسة والأربعين من عمره، حين إغتصبها للمرة الأولى، في عرس كان فيه الذئب وكانت هي الحمل.

إستمر إغتصابها 11 سنة، الليلة تلو الأخرى، وفي ليلة مقمرة قررت سعاد الهروب مع أولادها الثلاثة حين كان هو غائبا، جمعت ما تيسر لها وغادرت بيت الزوجية بلا رجعة، سافرت نحو البيضاء والعرائش وخنيفرة، وانتهى بها المطاف بسيدي بيبي، إكترت غرفة وقررت العمل، ولكن لايوجد شيء بالمجان، فأينما حطت قدميها تجد ذئباً كالذي هربت منه، لتقرر في النهاية بيع جسدها للعيش منه، لتوفير اللقمة والملبس لصغارها.

وهكذا بدأت سعاد في تصيد زبائنها من عمال ومزارعين وميكانيكيين وغيرهم، إلى أن تدوقت طعم الأجانب، وخصوصاً أصحاب الشاحنات الدولية لنقل البضائع، فكما تقول “كيتهلاو بالزايد..”، هنا بدأت تنام نهاراً وتتصيد فرائسها ليلاً، تذهب مع هذا وتعود مع ذاك، في سوق تحكمها “الزرقلاف” حسب تعبيرها.

لقد أضحى أصحاب الشاحنات، كالفرائس، تتنافس على إصطيادهم عاهرات تفنن في الإعتناء بمظاهرهن، من خلال الماكياج واللباس، فصرن هن من يبادرن إلى إصطياد الرجال، والتنافس على الظفر بالميسورين منهم، حيث تبدأ العملية بالمساومة وتنتهي بالممارسة وقبض الثمن، مبررهن الأول والأخير، لقمة العيش والظروف القاسية.

وخلال جولة قصيرة بمخرج سيدي بيبي في اتجاه تيزنيت، صادف تواجدنا وقوف سيدة بلحاف أمازيغي، يشي بالطهارة والعفة، إلا أن صاحبته لم تكن سوى واحدة من بنات الليل، تتقمص دور سيدة عفيفة خرجت من بيتها قاصدة إحدى مدن الجنوب، وما أن تلمح عيناها شاحنة حتى تبدأ في الإشارة إليه بالتوقف، وحين يتأتى لها ذلك تركب معه وتمارس الجنس داخل شاحنته بمقابل مادي، تم تنزل وتكرر العملية في الإتجاه المعاكس وهكذا دواليك.

وغير بعيد عن إحدى محطات الوقود الكبيرة بجماعة سيدي بيبي، لمحنا فتاة تداعب أردافها في حركة جنسية ساخنة، ورائحة عِطر قوية تزكم الأنوف، بلباس عصري ملتصق بالجسد، وسروال جينز ممزق في عدة مناطق من جسدها الغض، وقميص وردي مثير يدل على أنها تبحث عن زبون لقضاء الليلة، توقفنا عندها وسألناها عن اسمها فأجابت بدون تردد “سلوى”، سألناها عن وجهتها، قالت أنها ذاهبة نحو آيت ملول، عرضنا عليها أن نوصلها، لكنها رفضت بدعوى أنها تنتظر أحداً، إبتعدنا عنها قليلاً وراقبنا، جاءت شاحنة، وما أن توقفت حتى سارعت إلى فتح باب المقصورة والركوب، دون أن تسال سائقها عن وجهته. تبعنا الشاحنة فإذا بها تتوقف بطريق حاسي البقر، هنا عرفنا أن “سلوى” قد وجدت فريستها.

إستمر اللقاء داخل الشاحنة نصف الساعة أو ما يزيد بقليل، قضى فيها السائق وثره من سلوى وتركها تذهب لحال سبيلها، ترجلت من الشاحنة وبدأت في تصفيف شعرها بأصابعها، تم انطلقت متسارعة الخطى في اتجاه الشارع الرئيسي علها تصادف فريسة أخرى.

هي حكايات تتكرر كل يوم، نساء إخترن بيع أجسادهن على العمل طوال النهار وساعات الليل، شعارهن في الحياة ” مالقيناش الخدمة..”


آخر المستجدات
تعليقات
تعليق 1
  1. أيوب يقول

    اللهم أصلح شباب المسلمين

    اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن

    اللهم إكفنا بحلالك عن حرامك
    وأغننا بفضلك عمن سواك

    آمين يارب العالمين

التعليقات مغلقة.