خرجة الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية بخصوص زلزال الحوز لم تكن موفقة، بحسب تقدير عدد من نشطاء الحزب. لكنها بالنسبة لكثير من المتتبعين، فإنها قد تشكل نكسة ثانية بعد نكسة انتخابات 8 شتنبر 2021، في مسار حزب “المصباح” والذي يتطلع لأن يستعيد أمجاده بعد تصدعات داخلية وتراجع في الشعبية نتيجة مشاركة في تولي الشأن العام الوطني والمحلي قاربت 10 سنوات.
فقط غطت قضية العقاب الإلهي بسبب الذنوب والمعاصي عن كل القضايا الأخرى التي أثارتها الأمانة العامة للحزب في الاجتماع الذي عقدته يوم أول أمس السبت. وقال متتبعون إن الغريب في الربط هو أنه لم يربط فقط بين الزلزال وبين ذنوب الأفراد، بل ربط بين الفاجعة وبين ذنوب السياسة.
فقد دعا بيان الحزب إلى “المراجعة” والرجوع إلى الله، وقال إنه يجب كذلك أن “نراجع كي نرجع الى الله لأن كل شيء يصيب الإنسان فيه إنذار، والصواب هو أن نراجع كأمة ونتبين هل الذي وقع قد يكون كذلك بسبب ذنوبنا ومعاصينا ومخالفاتنا ليس فقط بمعناها الفردي ولكن بمعناها العام والسياسي، لأن السؤال المطروح ليس فقط عن المخالفات الفردية وإنما عن الذنوب والمعاصي والمخالفات بالمعنى السياسي وتلك الموجودة في الحياة السياسية عامة والانتخابات والمسؤوليات والتدبير العمومي وغيرها…”.
وظل عبد الإله بنكيران، في خرجاته، يحاول “ابتداع”ّ السبل الكفيلة بتجاوز النكسة الانتخابية للحزب، منذ ما يقرب من سنتين، لكن “الحصيلة”، يرى متتبعون، هي سقوط مدوي في نكسة أخرى بسبب مقاربة الذنوب والمعاصي في قضية الزلزال المفجع الذي ضرب عددا من مناطق الأطلس الصغير، ودمر قرى بأكملها، كما خلف المئات من الوفيات والمئات من الإصابات.
وخلف الزلزال المدمر موجة من التضامن في أوساط فئات واسعة من المغاربة، في عملية إسناد قوية للسلطات العمومية بمختلف مكوناتها. والتزم حزب العدالة والتنمية الصمت طيلة هذه الفترة، ولم يخرج أمينه العام بنكيران بأي تصريح لتقديم التعازي والإعلان عن أي مبادرة تضامن، قبل أن يفاجئ الحزب الجميع بهذه “الزلة” التي تمتح من فهم موغل في الانغلاق والسطحية للدين الإسلامي الحنيف.
الأبرياء لاذنب لهم، لأن المؤمن يصاب، وإصابة المؤمن هي إمتحان له ،وفوز بالجنة إن شاء الله