حينما تخطى الأطفال عتبة قاعة المركز الثقافي بأيت ملول، كانت الاستعدادات قد وصلت إلى لحظة انطلاق رحلتهم عبر الزمن لاستكشاف أيام وأمجاد المقاومة المغربية ضد الاستعمار.
تتلألأ الصور التاريخية النادرة التي تم اختيارها لعرضها أمام أعين الأطفال، لكل منها قصة ترويها ضمن سجل حافل في تاريخ المملكة.
ومن خلال الجمع بين التاريخ والتقنية الحديثة، يصبح الماضي المجيد حيا أمامهم، بكل تفاصيله وأحداثه البارزة، خلال هذه الفعالية التي أقيمت من لدن المديرية الجهوية للاتصال بشراكة مع المديرية الجهوية للثقافة بجهة سوس ماسة، في إطار الاحتفالات بالذكرى 68 للاستقلال.
رحلة رقمية زمنية امتدت لتقديم شريط وثائقي، من إنتاج وزارة الإعلام المغربية، يوثق لتاريخ المقاومة المغربية ونضالات الملك محمد الخامس وولي عهده آنذاك الحسن الثاني، طيب الله ثراهما، إلى جانب الشعب المغربي في سبيل الحصول على الاستقلال. شريط وثائقي شكل جسرا زمنيا يربط بين الأجيال، حيث ظلت أذن وأعين الأطفال مشدوهة إلى قصص الكفاح خلال البطولة والتضحيات المقدمة.
المعرض الذي أقيم في المركز الثقافي بأيت ملول، لم يكن مجرد عرض تاريخي، بل كان حقيبة معرفية تعليمية متكاملة، تجمع بين الصور والوثائقيات والتوضيحات، لتنمية وعي الأطفال بتاريخ بلادهم، وتعزيز انتمائهم الوطني.
وفي إطار هذه التجربة الفريدة، كان للأطفال المشاركين موعد مع وقفات تفاعلية لشرح محتوى العرض البصري المقدم، والشريط الوثائقي، والإستجابة لتساؤلاتهم المرتبطة بهذا الموضوع، الذي يساهم في تعزيز الوعي التاريخي لدى الأجيال الصاعدة، بما يحمله من إلهام في الوطنية الراسخة، وحب الانتماء لهذا الوطن الذي كتب ولا يزال، تاريخه بمداد من الذهب، وهو ما يشكل أيضا حافزا لتعزيز هذا الافتخار في أعينهم وقلوبهم، بمسيرة مواصلة بناء حاضر مشرق ومستقبل واعد للوطن.
التعليقات مغلقة.