ثقافة الاعتراف: تكريم الفاعل الاجتماعي سعيد كرم في قلب قصص نجاحات تنموية بأيت باها.. جمعية” إغير للتنمية والتعاون” شاهد حي
طريق شقت مسارها عبر الصخور، مياه تدفقت لتروي عطش المنطقة وشمس سُخِّرَت طاقتها لتنير البيوت والقلوب.. تلك عناوين كبرى لمعادلة التنمية الثلاثية التي بصمت على نجاحها أبناء دوار “إغير” الواقع بجماعة أيت مزال في الدائرة الجبلية لإقليم اشتوكة أيت باها.
من رحم المعاناة، ولدت جمعية” إغير للتنمية والتعاون”، ومن قلب التحديات، صاغت قصتها.
لم تكن مجرد هيئة تدير الاجتماعات أو تسطر المراسلات، بل كانت مشروعا مجتمعيا محلياً ينبض بالحياة، يمشي على الأرض ويشق الطريق في الجبال. هنا، حيث الصخر كان يقف حاجزا أمام عجلات السيارات، وحيث عطش الصيف كان ينهك الأجساد، وحيث الظلام كان زائرا ثقيلا على البيوت، قررت الجمعية أن تكتب فصلا جديدا في تاريخ المنطقة.
ففي خطوة شجاعة، وبالتعاون مع شركائها المحليين، وعلى رأسهم الجماعة الترابية المحلية لأيت مزال، شقت الجمعية طريقا اعتبرته “حلم” عبر الصخور، لتربط الدوار بمحيطه وتفتح نافذة أمل على العالم الخارجي. كانت تلك الطريق بمثابة شريان جديد ينعش الحياة في “إغير”. ومعها جاءت المياه، التي تدفقت أخيرا لتروي عطش المنطقة، بفضل مشروع التزود بالماء الذي أنجزته الجمعية. ولم تكتف بذلك، بل رفعت رؤوس البيوت نحو الشمس، واستغلت طاقتها لتوفير الكهرباء عبر ألواح شمسية أضاءت المنازل وقلوب سكانها.
**ثقافة الاعتراف.. تكريم لرموز العطاء**
وفي حدث يجسد ثقافة الاعتراف والامتنان، أقامت جمعية إغير للتنمية والتعاون حفلا مميزا حضره نخبة من الفاعلين المحليين والمنتخبين، في مقدمتهم الحاج محمد سعيد كرم، الشخصية التي أبت إلا أن تكون سندا وداعما لكل خطوة تنموية في المنطقة. التأم الجميع ليصفقوا له، اعترافا بما بذله من جهد لتذليل الصعاب وفتح آفاق جديدة أمام سكان “إغير”، وعموم المنطقة الجبلية، كلمات التقدير التي وجهت له، لم تكن مجرد عبارات بروتوكولية، بل كانت شهادة حية على دوره المحوري في دعم المجتمع المدني المحلي.
الحفل لم يكن مجرد مناسبة للاحتفاء، بل كان أيضا منصة للتأكيد على أهمية الشراكة بين الجمعية والجماعة الترابية لأيت مزال و التي ساهمت بشكل كبير في إنجاز دراسة مشروع الطريق، وأظهرت التزاما واضحا بمساندة المجتمع المدني لتحقيق التنمية. رئيس جماعة أيت مزال، الحاج إدريس مغاني، كان حاضرا ليؤكد أن روح التعاون هي مفتاح النهوض بالمنطقة.
**شراكة نحو التنمية المستدامة**
ومن بين الحضور أيضا، برز اسم رئيس المجلس الإقليمي لاشتوكة أيت باها، إدر اصيت، الذي شدد على استعداد المجلس لدعم المشاريع التنموية في المناطق الجبلية، بما فيها دوار “إغير”. كما حضر الدكتور محمد اليربوعي، رئيس جماعة أيت باها، الذي أثنى بدوره على عمل المجتمع المدني وأهمية تعزيز الشراكات مع مختلف الأطراف لتحقيق التنمية المستدامة.
رئيس جمعية إغير للتنمية والتعاون الحاج حسن زبيل، في كلمته، لم يخف فخره بما تحقق حتى الآن، أشاد بجهود كل الداعمين لمسار التنمية بالمنطقة ، السلطة الإقليمية والجماعة الترابية والمجلس الإقليمي والفاعل الاجتماعي الحاج محمد سعيد كرم ، فضلا عن سواعد أبناء المنطقة وسائر مكونات الجمعية والساكنة المحلية.. تحدث عن الإنجازات، لكنه أيضا تحدث عن التحديات، مؤكدا أن الجمعية لن تتوقف عن العمل والعطاء، وأن مسيرة التنمية مستمرة حتى يتحقق الحلم كاملا، وحتى تصبح كل خدمات البنية التحتية واقعا ملموسا.
**إغير.. رسالة أمل**
دوار “إغير” اليوم ليس كما كان بالأمس. إنها قصة نجاح تثبت أن العزلة ليست قدرا محتوما، وأن التغيير يبدأ من إرادة أبناء المنطقة أنفسهم. الطريق الذي شقته الجمعية لم يكن مجرد طريق في الجغرافيا، بل كان طريقا نحو الأمل والإصرار. المياه التي تدفقت لم تكن مجرد قطرات، بل كانت حياة جديدة تسري في عروق الدوار. وألواح الطاقة الشمسية لم تكن مجرد مصادر للإضاءة، بل كانت رمزا للشراكة والعمل الجماعي.
بالفيديو وعلى التوالي: كلمة رئيس جمعية إغير للتنمية والتعاون، وشهادات حية في حفل الاعتراف والتكريم..