في قلب التحولات الاقتصادية والاستراتيجيات التنموية، يبرز قطاع الأركان كعنصر أساسي في رسم ملامح المستقبل ، وهو ما أكدته الندوة الوطنية الأولى التي احتضنتها مدينة أيت ملول تحت شعار”أركان في استراتيجية الجيل الأخضر والآفاق العامة”، بتنظيم من الفيدرالية البيمهنية لسلسلة الأركان، وبحضور ممثلي مختلف القطاعات المتدخلة.
الندوة شكلت فضاءً حيويًا للنقاش حول الموقع الذي يحتله الأركان في الاستراتيجية العامة للتنمية الفلاحية، ومدى إمكانية إدماجه بفعالية في السياسات القطاعية، بما يضمن استدامته ويعزز مساهمته في الاقتصاد الوطني. كما تم التطرق إلى سبل تطوير آليات الشراكة بين الفاعلين، سواء المؤسساتيين أو المهنيين، من أجل دعم سلسلة الإنتاج والتصنيع والتسويق، بما يرفع من تنافسية هذا القطاع محليًا ودوليًا.
وفي سياق استشراف المستقبل، ناقش المشاركون التحديات التي تواجه القطاع، خاصة في ظل التغيرات المناخية والتقلبات الاقتصادية، مبرزين أهمية تعزيز البحث العلمي والابتكار، إلى جانب الاستدامة، لضمان استمرارية هذا المورد الطبيعي الفريد وتحقيق قيمة مضافة حقيقية.
جدير بالذكر أن الفيدرالية البيمهنية لسلسلة الأركان تأسست سنة 2017 بأكادير، وهي تضم قطبين رئيسيين: **قطب الإنتاج وقطب التحويل والتسويق**. وتهدف إلى هيكلة القطاع وتنظيمه، مع السعي إلى تعزيز موقع الأركان في الأسواق الوطنية والدولية، من خلال استراتيجيات تسويقية فعالة والتنسيق بين مختلف الفاعلين، من أجل جعل الأركان قاطرة حقيقية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
بالفيديو:
وأكد المشاركون في هذا الحدث الوطني على أهمية تعزيز التكامل الاستراتيجي بين مختلف حلقات سلسلة الأركان والرؤية الوطنية للجيل الأخضر، باعتباره نموذجاً فريداً يجمع بين الاقتصاد والبيئة والتراث الثقافي المغربي الأصيل.
الندوة لم تكن مجرد حدث أكاديمي أو تقني، بل محطة مفصلية لرسم خارطة طريق واضحة لمستقبل الأركان، حيث بات من الضروري تحويل هذا التراث الطبيعي إلى رافعة اقتصادية مستدامة، من خلال شراكات قوية، ورؤية متجددة، واستراتيجيات تواكب التحولات العالمية.
التعليقات مغلقة.