إنزكان: توزيع معدات وتجهيزات على المعتقلين الإسلاميين السابقين .. فلسفة الفرصة الثانية، عندما يصبح الإدماج جسراً للمستقبل
في مبادرة إنسانية تعكس رؤية وطنية عميقة للإصلاح والتأهيل، أشرف السيد إسماعيل أبو الحقوق، عامل عمالة إنزكان آيت ملول، بحضور السيد عبد الواحد جمالي الإدريسي، المنسق الوطني لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، على حفل استثنائي يجسد فلسفة الإيمان بالفرصة الثانية، من خلال عملية توزيع الهبة الملكية، التي وصلت قيمتها 7 ملايين سنتيم لكل مستفيد. بادرة نوعية تجسد الايمان الراسخ بإمكانية التحول وإعادة البناء، عبر توفير مجموعة من المعدات، التي ستشكل نواة مشاريع خاصة ومقاولات ذاتية، ستكون بمثابة بوابة عبور نحو حياة كريمة لـ 17 معتقلاً سابقاً، خضعوا لتكوينات متخصصة في مجال تسيير وتدبير المقاولات.
رسالة قوية تعكس الاهتمام الرسمي الذي توليه الدولة لهذه الفئة المجتمعية، ووقفة إنسانية لم تكن مجرد حضور بروتوكولي، بل كانت تجسيداً لفلسفة وطنية تؤمن بأن الإدماج ليس مجرد شعار، بل هو ممارسة يومية وسياسة حكيمة تهدف إلى احتضان جميع أبناء الوطن.
“نحن أمام نموذج فريد للمقاربة المغربية في مواجهة التطرف،” هكذا يمكن وصف ما شهدته عمالة إنزكان آيت ملول، في أعقاب مبادرة مماثلة شهدتها مدينة أكادير يوم الأربعاء، ترأسها السيد السعيد أمزازي والي جهة سوس ماسة وعامل أكادير إداوتنان، حيث استفاد عشرات المعتقلين السابقين من دعم مشابه. إنها سياسة تقوم على الاحتواء والتشجيع على الاندماج، وخلق مصادر دخل قارة تضمن العيش الكريم.
الإجراءات العملية التي صاحبت هذه البادرة، تعكس مقاربة علمية مبدعة، تتكامل مع الجهود متعددة الأبعاد المبذولة في مجال مكافحة التطرف ومسبباته. إنها استراتيجية متكاملة تجمع بين الاستباقية الأمنية، والتحصين الروحي، ومحاربة الهشاشة الاجتماعية.
وفي أجواء مفعمة بالأمل والتفاؤل، عبر المستفيدون عن امتنانهم العميق لكل الساهرين على إنجاح هذه العملية النوعية، مثمنين جهودههم الكبيرة ومساعيهم النبيلة في إيصال النفع العميم وتحقيق مطالبهم. كما أشادوا بدور مؤسسة محمد السادس لإعادة الإدماج ومركز المصاحبة وكل مكوناته، وعلى رأسها المنسق العام، على دعمهم المتواصل وإذكاء روح التضامن والتآزر الاجتماعي.
هذه المبادرة الإنسانية النبيلة، ليست مجرد توزيع معدات وأجهزة، بل هي إرساء لثقافة التسامح والإيمان بإمكانية التغيير، وتأتي استكمالا لحلقات التكفل بهذه الفئة، التي تبدأ من داخل المؤسسة السجنية من خلال التكوين وصقل المهارات والارتقاء بالسلوك.
رسالة واضحة مفادها أن المجتمع يمد يده للجميع، وأن الفرصة الثانية ليست امتيازاً، بل هي حق إنساني أصيل، وأن الإدماج الاجتماعي هو الطريق الأمثل لبناء مجتمع متماسك ومتضامن.
التعليقات مغلقة.