خلف كواليس التنمية الصامتة: عمالة اشتوكة أيت باها تتبنى فلسفة “الخدمة والسكات”

مصطفى وغزيف

في صمت بليغ وعمل دؤوب بعيداً عن الضجيج والتسويق الدعائي الجاف والبهرجة الاحتفالية العابرة، نسجت عمالة إقليم اشتوكة أيت باها بالتنسيق مع المديرية الإقليمية للتجهيز خيوط تنسيق نموذجي، بدأت تؤتي أكلها، متجسدة في برمجة مشاريع تنموية ذات أثر استراتيجي على مستقبل الإقليم وساكنته.
*الشبكة الطرقية بإقليم اشتوكة أيت باها تتعزز بمشاريع طال انتظارها*

فبعد جلسات العمل المتتالية لعامل الإقليم والمدير الإقليمي للتجهيز، همت المشاريع المبرمجة:
– تقوية الطريق الوطنية رقم 1 من تنمنصور جماعة انشادن إلى حدود إقليم تيزنيت.
– ⁠تقوية الطريق الجهوية رقم 105 بين مدينة القليعة ومدينة بيوكرى
– ⁠توسيع وتقوية الطريق الاقليمية 1016 بين بلفاع وماسة
– ⁠تهيئة مدارات طرقية بإحشاش والدرايد وانشادن
– إعادة بناء ثلاث منشآت فنية بأيت ميلك وسيدي بوسحاب
– ⁠إصلاح جنبات الطريق الجهوية 105 بين إمي مقورن وايت باها
– إعادة بناء منشأة فنية على مستوى وادي ماسة بالطريق الإقليمية 1016.

وموازاة مع التأهيل الحضري لمدينة بيوكرى، وبعد العمل المتواصل لمصالح عمالة إقليم اشتوكة ايت باها والمديرية الاقليمية للتجهيز، مشروع تثنية الطريق الاقليمية 1009 (طريق المطار) يرى النور سنة 2026 بكلفة 160 مليون درهم.
والظاهر أن المقاربة التي ينهجها السيد جمال خلوق، عامل الإقليم، تشكل انعطافة نوعية في أساليب التدبير المحلي، تقطع مع النمط التقليدي الذي ظل سائداً لعقود، والمتسم بالإعلان المبكر عن المشاريع قبل ضمان شروط إنجازها الفعلي. كما تبرز في قدرتها على تجاوز المعوقات البيروقراطية التقليدية عبر إرساء آليات تنسيق فعالة تختصر المسارات وتُسرّع وتيرة التنفيذ، مستبدلة الاجتماعات الشكلية بمنصات عمل حقيقية، والمراسلات الإدارية الصماء بالتواصل المباشر والفعال بين مختلف المتدخلين.
بالمقابل، تقوم فلسفة “الخدمة والسكات” على ثلاثية متكاملة: التخطيط المحكم، التنفيذ الدقيق، ثم الإعلان بعد الإنجاز.
مقاربة إقليمية تذهب نحو تجاوز التفكك المؤسساتي والقطاعي، عبر إرساء مبدأ “التقائية السياسات العمومية” على المستوى الترابي. فالمشاريع المبرمجة لم تعد مجرد تدخلات منعزلة، بل تصبح حلقات متكاملة ضمن سلسلة واحدة تروم تحقيق التنمية المندمجة.
وإذا كانت المشاريع المبرمجة، كذلك، في إطار هذا التنسيق النموذجي تشكل تجسيداً ملموساً لهذه المقاربة، فإن الأثر غير المنظور لهذه المنهجية لا يقل أهمية، متمثلاً في تكريس ثقافة إدارية قوامها الفعل وليس القول، والإنجاز وليس الوعد.
“الخدمة والسكات”… أو حينما يصبح صوت الإنجاز أعلى من ضجيج الكلام، ليس شعاراً للتداول الإعلامي، بل ممارسة إدارية يومية تعيد الاعتبار للوظيفة الأصلية للإدارة: خدمة المواطن بفعالية ونجاعة بعيداً عن مجرد تسويق دعائي. إنها ببساطة تجسيد للحكمة الإدارية الأصيلة: “أبلغ الإنجاز ما تحدثت عنه نتائجه لا شعاراته”.


آخر المستجدات
تعليقات

التعليقات مغلقة.