عاد الطبيب المغربي يوسف بوعبد الله، صباح اليوم الثلاثاء، من غزة إلى الدار البيضاء عبر مطار محمد الخامس الدولي.
وفي استقباله، وجد الطبيب المغربي الذي ساهم في إنقاذ حياة المئات من الأرواح في غزة ، زوجته الطبيبة إيمان المخلوفي التي آثرت أن تكون جمهوره الوحيد لحظة عودته إلى أرض الوطن بعد رحلة بطولية، كان شاهدا فيها على وحشية إسرائيل وهو يسعف ما خلفته حربها ويوثق بعدسة هاتفه مجازرها الدموية التي أودت بحياة الآلاف.
ونشرت زوجة العائد من الإبادة فيديو على حسابها بأنستغرام يوثق لحظة خروجه من مطار محمد الخامس، أرفقته بكلمات مؤثرة قالت فيها: “وأنا بانتظاره على بوابة الوصول، صار قلبي يخفق بشدة كأنه أول لقاء لنا… في وقت الانتظار جالت في ذهني أسئلة: كيف وصلنا إلى هنا؟ هل الأمر يستحق كل هذا العناء؟
جلست على حافة الرصيف مستظلة بجذع نخلة نحيل، و أخذت أتصفح معرض الصور على هاتفي، لأجد عشرات فيديوهات الأطفال المحروقة أجسامهم، المنزوعة رؤوسهم، اليتيمة أرواحهم، أحتفظ بها لعلي استعملها لاستحضار ضمير غائب، فأجبت “بل يستحق كل العناء و كل القوة و كل الصبر و كل الدعم” …
ثم أخذت أمرر المزيد من الفيديوهات لأعثر على فيديو كنت قد صورته و نحن في عطلة قبل سنتين؛ كنا في نزهة حين مر بجانبنا فتى ضعيف البنية و هو يجر عربة محملة بالبضائع و يظهر عليه التعب و العطش، في رمشة عين وجدت هذا الرجل الذي كان بجانبي يتركني و يذهب لدفع العربة من الوراء حتى يخفف الثقل عن الفتى… كنت أود أن أرى تعابير وجه الفتى و هو يشعر بحمله يصبح خفيفاً دون أن يدرك السبب و ليومنا هذا… فأجبت و أومأت برأسي “لهذا وصلنا إلى هنا… العون العون عباد الله”.
أشهد أن هذا الرجل المعطاء، الذي لم يعلم قط أنني صورت صنيعه الكريم أنه كريم، و أن قلبه ينبض بحب الغير و لم يتوان يوماً عن مد يد العون…فأحببت أن أشكره من كل قلبي على نبله ❤️
شعرت براحة نفسية غريبة… و وقفت أبحث عن زوجي على بوابة الوصول حتى نكمل المشوار معاً لأننا لم نصل بعد… المشوار الذي بدأناه و نحن ندرك عواقبه على كلينا… لكننا سنكمله بإذن الله، و لن نتخلى عن إخوة استنصرونا و لو تخلى عنهم الكل، و على الرغم من بساطة ما نملك …أعتذر منكم أحبتي لأني ذهبت وحدي لاستقبال الدكتور ولم أخبر أحداًالله يسامح ❤️”.
التعليقات مغلقة.