توقيت محكم، معطيات استخباراتية دقيقة، وتدخل ميداني سريع لعناصر الشرطة القضائية بأكادير، كانت كافية لإجهاض عملية ترويج المخدرات، على مستوى المنطقة الساحلية أورير، شمال المدينة، مساء الثلاثاء 27 ماي. العملية، التي جاءت بناء على معلومات وفّرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أسفرت عن توقيف شخصين من ذوي السوابق القضائية، يبلغان من العمر 27 و42 سنة، على متن سيارة نفعية بلوحات ترقيم مزورة، قادمة من إحدى مدن شمال المملكة، من ذوي السوابق القضائية، وذلك للاشتباه في تورطهما في قضية تتعلق بالحيازة والاتجار في المخدرات والمؤثرات العقلية.
*التمويه يسقط أمام تكامل أمني محكم*
المعطيات الأولية لهذه العملية تُبرز وجود عناصر تهريب ، تعتمد في تحركاتها على أساليب تمويه متباينة، من بينها استعمال مركبات بلوحات مزورة، غير أن ما لم تحسب له حساباً، هو الجدار الاستخباراتي الاحترافي الذي يشكّله التنسيق بين المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والمصالح الأمنية الميدانية، والذي أحبط هذه العملية قبل أن تصل إلى نقطة توزيع أو التخزين.
300 كيلوغرام من مخدر القنب الهندي، 100 كيلوغرام من مسحوق التبغ، و15 كيلوغراماً من مخدر الشيرا.
*رؤية أمنية استباقية لا تترك للصدفة مجالاً*
العملية الأمنية أفلحت في تحقيق هذا الصيد الثمين اعتماداً على التنسيق عالي المستوى بين الجهاز الاستخباراتي والمصالح الأمنية الميدانية. هذه الدينامية المؤسساتية تؤكد أن المقاربة الأمنية في مجال مكافحة مثل هذه الجرائم لا تقتصر على التدخلات الظرفية، بل تقوم على بنية تحليل استباقية قادرة على اعتراض أي محاولة قبل أن تتبلور. أورير منطقة تقع على تماس بين مركز حضري مهم كأكادير وامتدادات قروية وساحلية غير أن هذه النقطة تحوّلت إلى مصيدة بفضل تقدير استخباراتي دقيق، رصد مسار المركبة، وحدد بدقة نقطة التدخل.
الاحتفاظ بالمشتبه فيهما تحت الحراسة النظرية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد المسارات المحتملة، والجهات المتورطة في التمويل والتوزيع، وكل امتدادات العملية. هذا المستوى من التعاطي مع الملف يبرز مرة أخرى أن المنظومة الأمنية لا تكتفي بإجهاض العمليات، بل تسعى إلى استئصال جذورها.
ما وقع في أورير لم يكن مجرد توقيف عرضي، بل عملية أمنية واستخباراتية متكاملة، جمعت بين الجودة المعلومية ودقة التنفيذ، وأعادت التأكيد على أن المصالح الأمنية تبقى باستمرار على أهبة الجاهزية قادرة واحترافية على الرصد والتدخلات الاستباقية لتحصين المنطقة. فهذه الضربة النوعية لا تعني فقط فشل شحنة، بل تعني أيضاً فشل مشروع إجرامي ضمن مقاربة تؤكد خلالها المصالح الأمنية مرة أخرى أن معركتها ضد المخدرات ليست موسمية، ولا رد فعل، بل هي استراتيجية ممتدة، تُدار بالعقل والخبرة، وتُخاض بتنسيق دقيق بين المعلومة واليد التي تنفّذ.
سوس، بفضل مثل هذه العمليات النوعية، الخط الأمامي للمصالح الأمنية يثبت دائماً أنه حاضر، ومبادر بكل احترافية، ولا يترك فرصة للتحركات الإجرامية في أي مكان.
التعليقات مغلقة.