حصاد يريد أن يدرس من دون أن يحرث

“تايرزا س أورام”. هذا ما يريد الوزير حصاد التي تعني بالامازيغية أشوال، القيام به في موضوع تدريس الامازيغية. في تصريح له لاذاعة خاصة. قال ” غانجيبو الاساتذة ديال العربية والفرنسية فنفس الوقت ادرسو االامازيغية ” بمعنى ان الوزارة غير مستعدة ولا تريد تكوين اساتذة متخصصين في تدريس الامازيغية. بمعنى ان تدريس الامازيغية ماشي مادة مستقلة بذاتها. هي فقط مسألة ثانوية جدا اقريها الاستاذ ديال العربية ولا الفرنسية لي كايعرف الشلحة …ما هذا يا وزير..؟؟
الاشكال ان الوزير قال بصعوبة كبيرة في الكلام انه على رأس الوزارة سيتبنى مقاربة جديدة مخالفة تماما للسابقة التي حاصرت الامازيغية في 20 % وطنيا (حسب تصربحه) وانه هو سيجعلها تدرس في جميع المدارس 100% …يستدرك ويقول ماشي دابا ولا العام الجاي…ولكن في المستقبل…
هكذا هي للاسف الشديد وضعية الامازيغية في السياسات العمومية، هكذا هو منظور الحكومة تجاه الامازيغية..يعتبرونها مسألة غير ذي جدوى …وبحكم قوتها وحساسيتها السياسية يلتجأ الوزراء اعضاء في الحكومة الى تركيب بعض الجمل التافهة واطلاق تصريحات فارغة ليس هدفها خدمة الامازيغية وانما اتقاء شر الحركة الامازيغية والمناضلين المدافعين عن الهوية والثقافة. وجميع التصريحات الرسمية في شأن الامازيغية لم تخرج عن الاطار المرجعي لها الذي جاء به الميثاق الوطني للتربية والتكوين السيئ الذكر، الذي وضعه المستشار الملكي الراحل مزيان بلفقيه 1998 ونقله بالحرف الوزير الاول عبدالرحمان اليوسفي انذاك في تصريح حكومي أمام البرلمان وهو ” أن الامازيغية تبقى لغة الاستئناس فقط”.
هذا الشعار هو المرجع المؤسس للحكومة المغربية في تدبيرها للقضية الامازيغية وجميع مطالبها منذ ذلك الوقت إلى الان. ومن المؤسف جدا، ومن غير المنطقي اطلاقا ان تشتغل الحكومات التي اعقبت خطاب اجدير 2001 ودستور 2011 بنفس منطق مزيان بلفقيه وتصريح اليوسفي اللذان ينتميان الى تراث دستور 96.
هذا السقف الذي وضعه اليوسفي للامازيغية يمثل في الجوهر روح ما تبقى من فلول ما يسمى بالحركة الوطنية . ان تكون الامازيغية في خدمة التعريب والعروبة ….المعنى الحقيقي للاستئناس. وان لا تكون الامازيغية أبدا لغة تشوش على العربية اللغة المقدسة . ماخصهاش تزاحمها. لا يجب للامازيغية ان تتحول الى ورش وطني يستفيد من الميزانية العامة للدولة وان تخترق مؤسساتها.
هذا ما عبر عنه الوزير حصاد في تصريحه حين قال أن الاساتذة ديال العربية والفرنسية هما اقريو الامازيغية.
في مشروع قانون المالية لسنة 2018 تم اقتراح ميزانية وزارة التربية الوطنية ديال حصاد 59.2 مليار درهم . نسائل حصاد ورئيسه العثماني وهما شلوح ديال تافراوت . كم هي حصة الامازيغية من هذه الميزانية الضخمة؟ مالذي ستستفيد منه الامازيغية اللغة الرسمية في الدستور من هذه الميزانية المرتفعة جدا ؟
تخدمون وتمولون التعريب والعروبة بفلوس ديال الشعب…..بفلوس ديال الامازيغ…هذا هو السؤال المزعج والمرعب ..ماذا تستفيد الامازيغية من الميزانية العامة ومن خيرات ومداخيل الدولة والوطن….
تامكرا اي الحصاد يأتي شهورا بعد الحرث….لكن وزير التربية الوطنية يريد الدرس بلا مايحرث….
ايرا ايسروت اوراك اكريز…

إعلامي بقناة “تمازيغت”


آخر المستجدات
تعليقات

التعليقات مغلقة.