قطعة نادرة من إبداع القفطان المغربي تخطف الأضواء في فعاليات التميز الإقليمي لاشتوكة أيت باها

في حدث متميز مفعم بالأصالة والإبداع، تحوّل المركز الثقافي الرايس سعيد أشتوك بمدينة بيوكرى، مساء الأحد 16 نونبر 2025، إلى منصة راقية للاحتفاء بسحر القفطان المغربي، ضمن فعاليات النسخة الرابعة من مسابقة “أحسن تصميم للقفطان التقليدي المغربي”، التي نظمتها جمعية التميز الإقليمي، بدعم من الجماعتين الترابيتين لإمي مقورن وبيوكرى، وبتنسيق محكم مع غرفة الصناعة التقليدية سوس ماسة.

المسابقة، التي أضحت موعداً سنوياً راسخاً في أجندة عشاق الموضة التقليدية، شكّلت هذه السنة تحفة فنية استثنائية حيث امتزجت فيها أنامل الإبداع النسوي بالتراث المغربي العريق. وحضر هذه التظاهرة الثقافية نخبة من الفعاليات الفنية والمهتمين بالصناعة التقليدية، إلى جانب شخصيات بارزة وأعضاء لجنة التحكيم، ما أضفى على الحدث بعداً رمزياً ومهنياً متميزاً.

الأمسية لم تخلُ من لحظات استثنائية، إذ أبدعت المصممات المشاركات في تقديم تشكيلات متنوعة من القفاطين المغربية الأصيلة، التي جمعت بين روح الأصالة وجرأة الابتكار، وهي تصاميم نُسجت بخيوط الشغف والدقة، وحاكت قصصاً عن التاريخ المغربي العريق.

ومع كل عرض، كانت القاعة تشتعل بالتصفيق والانبهار، خاصة مع إدماج فقرات فنية وفكاهية ساهمت في تحويل الحفل إلى لوحة فنية متكاملة، حيث التقت الموسيقى بالموضة، والفرجة بالإبداع.

لكن اللحظة التي خطفت الأضواء، ودوّنت اسم هذه الدورة بحروف ذهبية، كانت بلا شك العرض التاريخي للقفطان الملكي الأخضر، الذي زفت به صاحبة السمو الملكي الأميرة لالة أسماء خلال حفل زفافها سنة 1987 بالقصر الملكي بمراكش. قطعة نادرة تحمل في خيوطها حكايات من الإبداع المميز للغاية، وتروي حكاية من حدث أصيل وتقليد سنوي لجلالة الملك الراحل الحسن الثاني، طيّب الله ثراه، حيث كان يحرص على تنظيم حفلات زواج جماعي للعائلات المغربية التي تزامن زفافها مع زفاف إحدى الأميرات، ويُهدى لكل عروس قفطان ملكي مطابق لزي الأميرة، مصنوع بأرقى أنواع الأثواب وبتطريز ملكي فاخر.

هذا القفطان، الذي يُعدّ من أرقى ما أنتجته الصنعة المغربية التقليدية من حيث الحياكة والدقة والرمزية، أثار إعجاب الحاضرين وأضفى على المسابقة بُعداً تاريخياً وثقافياً قل نظيره، ما جعل من هذه الدورة استثناءً في سجل هذه التظاهرة.

وفي لحظة امتنان وعرفان، اختتمت الأمسية بحفل تكريم خاص لعدد من الداعمين والشركاء، اعترافاً بمساهماتهم في إنجاح هذه المنصة التي أصبحت، بفضل الجهود المتواصلة، حاضنة للمواهب الشابة، ومنبراً لتكريس القفطان المغربي كرمز للهوية الوطنية وموروث ثقافي حيّ.

هكذا، عادت بيوكرى لتؤكد مرة أخرى أنها قادرة على احتضان الجمال المغربي في أبهى تجلياته، وأن القفطان، بما يحمله من رموز، لا يزال سفيراً صامتاً يُحاكي التاريخ، ويستشرف المستقبل.


آخر المستجدات
تعليقات
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.